الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة ندوة مغاربية حول علم الجينيالوجيا وتاريخ العائلات: معظم الباحثين القادمين من الولايات المتحدة من أصول فلسطينية لبنانية عراقية (أسماء)

نشر في  22 أفريل 2024  (13:09)

بقلم مبروك جباهي.. مؤرخ وناشط جمعياتي

إثر الإعلان عن تنظيم ندوة مغاربية حول علم الجينيالوجيا و تاريخ العائلات يومي 25 و 26 افريل 2024 بالتعاون بين مخبر التراث بجامعة منوبة  وعدة جمعيات مختصة تونسية و اجنبية ...عمد البعض و بدون أي تثبت أو استقصاء إلى إلصاق تهمة التطبيع مع جمعية أمريكية مشاركة و وقع الخلط بينها و بين مؤسسة أمريكية لها اسم متقارب رغم بعدهما كل البعد عن بعضهما  حيث و بالتحري  تبين ان مؤسسة Family search council  هي هيئة سياسية مسيحية صهيونية. لها موقع على الانترنيت يبين دعمها الواضح للكيان الصهيوني .

أما family search international فهي جمعية علمية دولية للجينيالوجيا  و هي المشاركة في الندوة ....أما السيدة التي ظهرت  في فيديو و هي تدعو للصهاينة   فلا علاقة لها  بالجمعية الدولية للجينيالوجيا بل هي سياسية أمريكية متصهينة  اسمها michele bachmann

و يهمنا دائما أن نعلن بلا مزايدة دعمنا للقضية الفلسطينية . كما يهمنا اعلام الجميع أن معظم الباحثين القادمين من الولايات المتحدة هم من أصول فلسطينية لبنانية عراقية وهم كلهم مع القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الوطنية الفلسطينية.

فهذه الهيأة، فاميلي شيرش العالمية، تضم بين صفوفها الكثير من الباحثين والإطارات المختصة في علوم الأرشفة وتقنيات المعلوماتية من أصول فلسطينية وعربية، نذكر منهم:

د. جبرا غنيم، فلسطيني هاجر للولايات المتحدة وإستقر في مدينة سالت لايك سيتي ويشغل منصب رئيس إدارة البحوث الاجتماعية في هذه الهيأة.

الاستاذة ناتالي عسل لينينق، ولدت في عائلة فلسطينية لجأت إلى مصر بعد نكبة 48، ثم إلى ليبيا حيث إشتغل والدها في أحد الشركات البترولية. وولدت ناتالي في طرابلس في اواسط الستينات  قبل أن تهاجر عائلتها إلى الولايات المتحدة. وهي ترأس قسم الشرق الأوسط وشمال أفرقيا بهيأة فاميلي شيرش.

عمر قادري، من أصول عراقية. يشتغل في تنسيق وإدارة قسم الشرق الأوسط بالهيأة المذكورة.

كريم أسود، لبناني هاجر إلى الولايات المتحدة. متعاقد مع قسم الشرق الأوسط  بنفس الهيأة.

د. إيّاد هندال: باحث فلسطيني  شاب ومتميّز.يقيم في بيت لحم. يشتغل في مركز فلسطيني مختص في تجميع الوثائق العائلية والمحافظة عليها. وبرنامج أنشطته العلمية مدعوم من هيأة فاميلي شيرش.

و كان بإمكان مروجي هذه الإشاعات و الشبهات ان يقوموا ببحث بسيط على اي محرك بحث ليعرفوا طبيعة الأطراف المشاركة و المعلنة  و هي أطراف علمية محترمة من تونس و الجزائر و المغرب   بالإضافة إلى فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية. 

وهذه الحملات المغرضة او المتعصبة لا يمكن إلا أن تسيء لصورة تونس في الخارج. وتخدم الأطراف التي تريد أن تظهر تونس في صورة الدولة التي تصادر الحريات الأكاديمية. وتمنع الهيئات الجمعياتية القانونية والمعترف بها من ممارسة أنشطتها المعتادة وأداء الرسالة التي بعثت من أجلها. والأخطر من ذلك، أن يتم ترويج لذلك في الخارج على أساس أن الدولة التونسية تضطهد الأجانب الوافدين عليها بالطرق القانونية المشروعة أو أنها عاجزة عن حمايتهم.

وقد لا يدرك الذين ينساقون وراء تلك الأراجيف أو يروجون لها، أنهم بمواقفهم تلك إنما يخدمون اللوبيات الصهيونية النافذة في دوائر القرار في البلدان الغربية. ويضعفون في نفس الوقت الأطارات والكفاءات ذوي الأصول الفلسطينية والعربية العاملين في هيئات عمومية وخاصة في أوروبا والولايات المتحدة. ونيسفون إستراتيجياتهم النضالية الهادفة إلى إحتلال مواقع مؤثرة في دوائر صنع القرار في البلدان والعواصم الغربية. وإن كان هؤلاء يدركون ذلك ويرتكبون ما يرتكبون، فتلك مصيبة. وأن كانوا لا يدركون ذلك وتم التلاعب بهم، فالمصيبة أعظم.

وإنعقاد هذه الندوة الدولية حول هذا الموضوع له العديد من المبرّرات العلميّة. فالبلدان المغاربيّة تشكّل منذ فجر التاريخ منطقة عبور بين أقدم مراكز التعمير البشري وأكبرها في القارات الثلاث، آسيا وإفريقيا وأوروبا. وهي كذلك همزة وصل بين البحر والصحراء. وبين شرقي المتوسط وغربه. كما إستوعبت هذه المنطقة عبر تاريخها الطويل العديد من الموجات الهجرية من شمال المتوسط وشرقه، ومن جنوب الصحراء الإفريقيّة. وكانت مهد تلاقح حضاري وسكّاني في غاية الفرادة والثراء. لكنها أصبحت منذ بضعة عقود، مصدر أدفاق هجريّة نحو أوروبا ومناطق أخرى من العالم. والكثير من العائلات المغاربية اليوم، هي عائلات مختلطة، لها فروع مستقرة في البلدان الأصلية وأخرى مستقرة في البلدان الأوربية وغيرها، ومندمجة في مجتمعاتها.

كما أن إنعقاد هذه الندوة في هذا التوقيت يجعلها يحظى بنصيب لا بأس به من الوجاهة الأخلاقيّة والإنسانيّة.ففي ظل الظروف العالميّة والإقليميّة الراهنة، وما تشهده من نزاعات مسلّحة عنيفة وطويلة الأمد، أدّت إلى تشريد ملايين الأفراد وتشتيت شمل مئات الألوف من العائلات، يصبح الخوض في مسائل الجينالوجيا وتاريخ العائلات مبحثا ملبّيا لمطالب إجتماعيّة مستعجلة ومشروعة.